( الحوار يدور بين الإنسان ... والضمير ... والحياة )

[size=24]الإنسان : قد آن لي بأن أحيا ... من غير القيد .. أنا وحدي

الحياة : فهلم أريك من لهوي ... ومن لعبي ومن ترفي

الإنسان : من أنتي ؟ فأنا في شغل شاغل

الحياة : أنا الحياة ... زهر الأماني ... حلم الرائح والغادي ... أنا عطر الأقحوان

الإنسان : يالله ... إنك لأنتي من ابحث عنه ... قد زادت أوجاعي ... أحزاني

الحياة : أحزانك امحوها بكأس ... أوجاعك هي سر حياتي

الإنسان : أوا ألقى في قربك سعدي ؟

الحياة : الراحة كلها في كفي

( يهم الإنسان بالسير وراء مغريات الحياة بعد أن زينت له متاعها ومحرماتها )

الضمير : قف مهلا ... هل أنت بناسي ؟

الإنسان يلتفت ناحية الصوت باستغراب : من أنت ؟ أما يكفي دمعي ؟ وسهادي .. اوجاعي ... ألمي ؟

الضمير : ما جئت إليك بأحزان ... بل جئت وفي جوفي أملي

الأنسان : دع عنك حديثا لست لأقبله ...

الضمير : هلا اصغيت فعسى قولي ... يلقى في لبك سما هدفي

الإنسان : قل هيا ... أنا مصغ ٍ

الضمير : أنسيت بأنك عند مفترق الطرق ؟
أتريد حياة ملؤها الترف ... اللهو .. والسعادة ؟ ومن ثم يأتيك عذاب ربك ؟ أنسيت أنك محاسب على كل أفعالك ؟ أنسيت الله الواحد القهار ؟

الإنسان : لكني أجلي أحزاني كي أسعى لربي مجتهدا ...

الضمير : أفتزود نفسك بالمحرمات ... كي تعينك على فعل الطاعات ؟

الإنسان وقد بدأ يحس بالذنب : ولكن ؟

الضمير : أيها الإنسان ... سعادتك ... كلها في طاعة ربك

الإنسان : لكن .. كيف ؟ والمصائب تحاصرني من كل حدب وصوب ؟

الضمير : قرآنك

الإنسان : قرآني ؟

الضمير : نعم . قرآنك ... كتاب الله جل وعلا ... فيه ما يزيل الهم والضيق .. به تستعين على طاعة الله تعالى ... فهو نور لقلبك ... وتنقية لأفكارك .. وبه ما يعينك على حل مشاكلك ... هو صلاح وفلاح لك

الحياة : ابتعد أيها الضمير ... دعني معه ... هو بحاجتي أنا ... لا لسماع كلماتك ومهاتراتك

الإنسان : بل هو ما احتاج إليه ... ابتعدي عني ...أواه يا ربي ... كم من ذنب اقترفت ... ومعصية ارتكبت .. سامحني يالله ... سامحني يالله .[/size]