لصوص الأعراض -قصه طويله

لصوص الأعراض
تحكي هذه القصة بنت تدعى نوال في العشرينات من
عمرها ( قبل سنتين تخرجت من الجامعة بتقدير امتياز
ومنذ تلك اللحظة أحببت أن اقدم حاجة إلى مجتمعي
ووطني الغالي الذي شجعني ودفعني إلى حب العلم و
التعلم حتى نلت بفضل الله وكرمه أعلى الشهادات وافضل
الدرجات وللآني ولله الحمد من أسرة كثيرة العدد تعيش
في ظروف اقتصادية ضيقة فكرت في الوظيفة والعمل
فوالدي أصابه الكبر ولي اخوة ضعفاء لا يستطيعون حيلة
ولا يهتدون سبيلا وبالفعل فقد يسر الله أمري في الحصول
على وظيفة ممتازة في إحدى المؤسسات وفرحت جدا بخبر
تعييني فيها ولكن منذ أول يوم التحقت فيه بالعمل لاحظت
شيئا لم تطمئن له نفسي وضايقني كثيرا وهو اختلاط الرجال
بالنساء فكرت بالتراجع وترك العمل خاصة بعد انتهاء الأسبوع
الأول فجو العمل وبكل صراحة مشحون بفيروس الغيبة
والنميمة وجرثومة القيل والقال وكثرة السؤال ولكن ظروفي
الاجتماعية والاقتصادية أحاطت بي إحاطة السوار بالمعصم
حاولت مشاورة الأهل في الأمر فإذا هم فريقان يختصمون من
مؤيد ومن معارض ولكن فكرة البقاء في العمل كانت الأرجح
نظرا لظروفنا الصعبة فالفقر مستوطن منذ سنوات في بيتنا
الشعبي الصغير ويرفض بكل قوة أن يفارقنا أو نفارقه مضت
عدة أسابيع على التحاقي بالعمل كنت فيها حريصة كل الحرص
على إشاعة جو الخير والمحبة بين الموظفات وحرصت على
عدم الاختلاط بالموظفين من الرجال وان كانت حاجة العمل
تفرض نفسها لمراجعة أحدهم ومحادثته لاحظت خلال هذه
الفترة أن نظرات بعض الموظفين تلاحقني وتراقب كل صغيرة
وكبيرة في تصرفاتي وسلوكي كنت ألاحظ النظرات الخبيثة
أو بمعنى اصح الشيطانية من بعضهم الذي يراقب حتى لون
الحذاء الذي البسه رغم أنني ومن أول يوم التحقت فيه بالعمل
وضعت بعض الأسس في تعاملي مع الموظفين من الرجال
واشترطت بعض الشروط على مدير القسم لان البيئة التي
يوجد فيها اختلاط لا تخلو من شيطان التمست من مدير القسم
موافقتي على بعض النقاط وتحفظه على بعضها وهذا أمر
وارد فلربما هناك أمور أجهلها أنا وتقتضيها مصلحة العمل
مضت الأيام والأسابيع وأنا اسمع همسا بعض العبارات هنا
وهناك تطعن في وفي عرضي وأنا اصبر واحتسب إلى أن
جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي اتهمت فيه والعياذ بالله بأنني
على علاقة برئيس القسم تجاوزت حدود العمل والغريب أن
البعض حمل الأمر اكثر مما يحتمل ونسجوا القصص المثيرة
والحكايات الباطلة حول غرامي والمدير إلى أن وصل بهم
السفه بإطلاق لقب ( روميو وجوليت ) علي وعلى المدير
أصبت بصدمة نفسية كبيرة أحدثت عندي ارتباكا كبيرا وعدم
اتزان ضاقت علي نفسي ووددت لو تسوى بي الأرض أو
كنت نسيا منسيا والذي زاد الطين بلة هو أن اعز صديقاتي
في العمل كانت ممن خاض معهم وانخدعت بمكر الماكرين
صدقوني حتى هذه اللحظة لا اعلم إن كانت تقصد إيذائي
أم لا والله الذي لا اله إلا هو لا يستطيع اللسان أن يعبر لكم
عما يدور بخاطري من أسى وحزن و ألم على ما سمعت
وما زلت اسمع في عرضي وهل مراجعتي لمكتب المدير
على استحياء شديد لإنجاز معاملات الناس يعتبر لا أخلاقيا ؟
هل اتصالي بالمدير لامر طارئ تتوقف عليه مصالح العشرات
من الناس وعلى مسمع شريحة كبيرة وحيرة تراودني بين
الحين والآخر أصبحت أعيش في دوامة وفي صراع فكري
عجيب غريب لا يعلمه إلا الله تعالى عموما استخرت الله
تعالى فيما اعمل من إجراءات لمنع هذه الافتراءات والأباطيل
ووجدت نفسي مطمئنة لمواجهة زميلتي في العمل والتي كانت
مع الفئة التي تكلمت ورجفت وعند مواجهتها أقسمت باغلظ
الأيمان وقالت الله اكبر ( سبحانك هذا بهتان عظيم ). نوال تقول:
وما قيل ويقال ؟ بدرية تقول: أنت فتاة خلوقة وملتزمة والكل
يشهد لك بذلك. نوال : خافوا الله . بدرية: صدقيني يا نوال.
نوال: اصدقك في ماذا ؟ بدرية: في. نوال: أرجوك حاولي أن
تفهمي موقفي. بدرية: نوال أنت لا تفهمين. نوال: والكلام الذي
قيل في حقي ؟ من ؟.نوال: انه خالد. بدرية: نعم خالد ولماذا هذه
الشدة علي ؟ ولماذا لا تواجهي خالد يا ترى ؟؟؟؟؟؟ . و تسود
لحظة صمت ثم تجيب نوال: وكيف أستطيع أن أواجه رجلا
في موضوع كهذا ؟ . بدرية: والحل؟ . نوال : أنا لا أفهمك ؟
. بدرية : ولا أنا أفهمك يا عزيزتي عفوا نوال لا اقصد ولكن
كيف ستحلين مشكلتك ؟. نوال: سادعوا بدعاء نوح عليه
السلام ( أنى مغلوب فانتصر ) وساتاسى بدعاء يعقوب
عليه السلام ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )
وهنا يتوقف الحوار وتصمت بدرية وتخرج باكية من الغرفة
فيا أخواني وأخواتي احذروا أن تكونوا من الذين يرمون
الأبرياء الأتقياء الأنقياء الاخفياء بغير ما اكتسبوا فتلك
والله كبيرة من الكبائر التي حذر الله منها بقوله
( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في
الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) والان هل انتم منتهون؟
أم أنكم الآن تضحكون ولا تبكون ؟ وفي أعراض الناس
تنهشون؟ أنصحكم بالمسارعة إلى التوبة والمغفرة.